Umberto Eco Quote

كانت وفرة النوافذ تجعل القاعة الكبرى بهيجة بالنور الذي كان يغمرها دون انقطاع، حتى وإن كنّا في عشية شتائية. ولم يكن الزجاج ملوّناً كما في سائر الكنائس إذ كانت شبكة الرصاص تشدّ أطراً مربّعة عديمة اللون، كي ينفذ النور إلى الداخل صافياً إلى أقصى حدّ ممكن، دون أن يكيّفه الفن البشري، لينفع للغرض المقصود، ألا وهو إضاءة عمل القراءة والكتابة. رأيت مرّات أخرى وفي أماكن غيرها الكثير من قاعات الكتابة، ولكن ما لم يسطع في إحداها بذلك الإشعاع، في انسكاب النور المادي الذي يملأ الفضاء، ذلك الأساس الروحي نفسه الذي يتجسّد فيه النور: الضياء مبنع كل جمال وكل علم، صفة غير منفصلة للتناسب الذي تتجلى فيه القاعدة إذ تتشارك ثلاثة أشياء في خلق الجمال: أولاهما التمام والكمال. ولذا نعتبر الأشياء التي بها نقص سمجة. ثم التناسب اللازم أو بكلمة أخرى الإنسجام، وأخيراً الجلاء والنور، وفعلاً نقول عن أشياء ذات ألوان صافية أنها جميلة. وبما أن مرأى الجمال يحمل في طياته السلم، ورغبتنا تجد الهدوء في الشعور بالسلم، وفي الخير أو في الجمال، فقد أحسست بانفراج كبير يغمرني وقلت في نفسي كم يروق العمل في هذا المكان.

Umberto Eco

كانت وفرة النوافذ تجعل القاعة الكبرى بهيجة بالنور الذي كان يغمرها دون انقطاع، حتى وإن كنّا في عشية شتائية. ولم يكن الزجاج ملوّناً كما في سائر الكنائس إذ كانت شبكة الرصاص تشدّ أطراً مربّعة عديمة اللون، كي ينفذ النور إلى الداخل صافياً إلى أقصى حدّ ممكن، دون أن يكيّفه الفن البشري، لينفع للغرض المقصود، ألا وهو إضاءة عمل القراءة والكتابة. رأيت مرّات أخرى وفي أماكن غيرها الكثير من قاعات الكتابة، ولكن ما لم يسطع في إحداها بذلك الإشعاع، في انسكاب النور المادي الذي يملأ الفضاء، ذلك الأساس الروحي نفسه الذي يتجسّد فيه النور: الضياء مبنع كل جمال وكل علم، صفة غير منفصلة للتناسب الذي تتجلى فيه القاعدة إذ تتشارك ثلاثة أشياء في خلق الجمال: أولاهما التمام والكمال. ولذا نعتبر الأشياء التي بها نقص سمجة. ثم التناسب اللازم أو بكلمة أخرى الإنسجام، وأخيراً الجلاء والنور، وفعلاً نقول عن أشياء ذات ألوان صافية أنها جميلة. وبما أن مرأى الجمال يحمل في طياته السلم، ورغبتنا تجد الهدوء في الشعور بالسلم، وفي الخير أو في الجمال، فقد أحسست بانفراج كبير يغمرني وقلت في نفسي كم يروق العمل في هذا المكان.

Related Quotes

About Umberto Eco

Umberto Eco (5 January 1932 – 19 February 2016) was an Italian medievalist, philosopher, semiotician, novelist, cultural critic, and political and social commentator. In English, he is best known for his popular 1980 novel The Name of the Rose, a historical mystery combining semiotics in fiction with biblical analysis, medieval studies and literary theory, as well as Foucault's Pendulum, his 1988 novel which touches on similar themes.
Eco wrote prolifically throughout his life, with his output including children's books, translations from French and English, in addition to a twice-monthly newspaper column "La Bustina di Minerva" (Minerva's Matchbook) in the magazine L'Espresso beginning in 1985, with his last column (a critical appraisal of the Romantic paintings of Francesco Hayez) appearing 27 January 2016. At the time of his death, he was an Emeritus professor at the University of Bologna, where he taught for much of his life. In the 21st century, he has continued to gain recognition for his 1995 essay "Ur-Fascism", where Eco lists fourteen general properties he believes comprise fascist ideologies.